كتب حسن علي طه
بسم الله الرحمن الرحيم
لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ۙ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ
صدق الله العظيم
الاية القرانية الكريمة
نزلت على الرسول (ص) والذي كان قائد معركة حنين فلخصت الاية الإعداد للمعركة ونتائجها واسباب النتيجة .
اضافة لمعركة حنين هناك
معركة أحد والتي كانت ايضا بقيادة الرسول (ص) ومعه الامام علي ( ع) وكانت النتيجة نكسة واصيب النبي(ص) بخده الشريف نتيجة مخالفة من كلف الحماية للتكليف .
وهل فينا من هو اعظم شأن من النبي(ص) ؟
"ولكم في رسول الله أسوة حسنة"
من هنا البداية فنكران الحقيقة لا يغير في الواقع
شيئاً .
بعد حرب تموز 2006 أنشأ العدو الاسرائيلي لجنة تحقيق اسماها لجنة فينوغراد وغايتها التحقيق في اخفاقات الحرب.
وكان ذلك اعترافا علنا وضمناه لما وصلت اليه الامور في كيان العدو بعد الحرب.
وفعلا انهت اللجنة مهامها واصدرت توصيات علنية واخرى طابعها سري.
وعندنا وبعد كل ما جرى من صبر اهلنا وتحملهم مذلة النزوح وخسارة الاملاك والارزاق وتقديم فلذات الاكباد ماذا فعلن؟
فهل يجوز وضع اوجاع وآلام الناس وآمالهم واحلامهم بيد مجموعة من الاعلاميين الباحثين عن الشهرة والاضواء فتراهم يتنقلون من شاشة الى اختها واحيانا في نفس الوقت.
تارة يسردون علينا سردية "هذا ما حصل"
( بالمناسبة تستخدم كلمة سردية لتدليل على ان قائلها مثقف) .
واخرى " الحقيقة الكاملة" الذي ادلى بها الكبير فلان المجهول الاسم ومن قال ان فلانا ليس جزءا من ما وصلنا اليه .
لعلنا بحاجة الى لجنة فنيشغراد والتسمية نسبة لرجل يعترف العدو قبل الصديق برصانته ونزاهته اضافة لتاريخه عنيت به الحاج محمد فنيش واقتباس الاسم من لجنة فينوغراد.
ان ما حصل لا يمكن ان يمر دون تحقيق شفاف ودون محاسبة وفي ذلك علة بقائنا والا فاستبدال غيرنا ولانضرّ الله شيئا.
لعل اخطر ما حصل لم يكن عملية البيجر على قسوتها والتي كانت ابداعا شيطانيا للعدو الذي احتل لبنان بدقيقة.
ولا استشهاد السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين على مرارته واللذين نالا ما تمنيا؛ولطالما دعوا الله ان يرزقهما الشهادة .
الاخطر من كل ذلك دهاء عدونا الذي ومهما حاولنا لن نجد افضل من عنوان انه" نومنا في العسل" .
كلنا يذكر وعلى مدى سنين طوال كيف كانت تفتح شاشات تلفزة العدو للمحللين وللمستوطنين وهم يتحدثون بالتالي:
"الجبهة الداخلية ضعيفة"
"قوة الردع تتآكل"
"قوة حزب الله تتعاظم "
حتى وصل الامر ان اصبح هناك فقرة يومية على قناة المقاومة "المنار "مترجمة عن القنوات العبرية تتحدث عن ضعف اسرائيل وقوة حزب الله.
لا بل اكثر، اصبح قادة المقاومة يستشهدون بما يقوله العدو عن ضعفه وهل هناك اصدق من اعتراف عدوك
اوليس الاعتراف سيد الادلة.
ولماذا التعب والاعداد طالما اننا ذاهبون الى حرب خسارة العدو معترف بها قبل ان تبدأ.
واللافت ان العدو القادر على فرض رقابة على نشر صورة كان يفتقد هذه القدرة على شاشاته
والصحيح ان ذلك كان جزءا اساسيا من اعداده للحرب.
لا بل ادهى من ذلك اتذكرون يوم كنا نقول للعدو على رجل ونص كيف كان يمثل الدور علينا ببراعة ويتحمل الاهانة حتى من اطفالنا بقولهم
(على رجل ونص وتعالى بص)
المقاومة التي لم تكن لتتهاون في دماء من هم في صفوف اعدائها ان كانو من الابرياء او المدنيين وما حصل في عملية قتل العميل عقل هاشم الا دليل حيث تم تاجيل العملية لوقت اخر لوجود اشخاص مدنيين قرب العميل يومها ( مثبت بفيديو)
وعليه لم ولن ولا يمكن ان تتغافل المقاومة عن نهر دم لجيش من الشهداء .
ومستحيل تجاهل مئات العيون التي فقأتها عملية البيجر..
نحن بحاجة لقائد او لجهة مسؤولة غير مجهولة تروي لتا ما حصل بكل جرأة والا فنحن امام امرين لا ثالث لهما:
١- تحقيق شفاق وتحميل مسؤولية مهما علا شأن المتهاملين والمتخاذلين ومها غنى تاريخهم .
٢-او نكون قد اخترنا طريق اختارته قبلنا الكثير من الثورات والمقاومات فاضاعو دماء من ضحوا في سبيل القضية ليكون قادتها رجال مال واعمال.
مع فارق ان الدماء التي سنضيعها لا سمح الله هي دماء أجدادنا من ايام العثملي وأبائنا من زمن الاحتلال الفرنساوي والتي احيتها دماء شهداء المقاومة في لبنان منذ العام 1982 بمختلف تسمياتها وطنية او اسلامية
فهذه المقاومة التي اتخذت دين الله منهاجا وكان فيها قادة علماء شهداء .
هذه المقاومة وعلى رأسها رجل جليل لم يهرب ويترك الساح بقي معنا لا بل كان تحت عين العدو لكن رعاية عين الله اقوى واختار بملء ارادته ان يكون شهيدا تحت النار برتبة امين عام عنيت به سماحة الشيخ نعيم قاسم
والسلام على من اتبع الهدى فاهتدى
بيروت 6 حزيران 2025